اللقاء الثاني/ (حب الاستطلاع في تصميم المنهج)

وللأسف دائماً ما يركز تخطيط المناهج على تدريس قوائم مفصلة من الحقائق. ولكن أثناء وضع المنهج، فإنه من المفيد أن يرجع المرء للوراء وأن يطرح على نفسه الأسئلة الآتية: كيف اكتسب البشر المعرفة التي نريد نقلها الآن؟ كيف نعرف الكثير، على سبيل المثال، بخصوص كيفية قيام الجسم بوظائفه الداخلية؟" ويسعني القول بأننا وصلنا إلى هذا القدر من المعرفة بالجسم البشري لأن الكثير من البشر المنتمين إلى ثقافات كثيرة، وبمرور الزمن، قد استهوتهم الحاجة إلى المعرفة. فقد تساءل هؤلاء عن ما الذي يجعل الجسم يعمل؟ وما الذي يسبب المرض؟ وما الذي يمكنني القيام به للمحافظة على صحة الجسد وقوته؟ فالأسئلة المهمة المثيرة في حد ذاتها مثل تلك الأسئلة المتعلقة بوجودنا وكيف يجدر بنا التصرف، قد وجهت اكتساب البشر للمعرفة بجميع فروعها. فكل مادة من المواد التي نُدرسها يمكن أن تكون أكثر جاذبية إذا ما أخذنا بعين الاعتبار كيف ترتبط بالأسئلة التي يطرحها البشر دائماً ومن ثم وضع هيكل للتعلم يدور حول تلك الأسئلة.
كما هو الحال الآن، فإن الأسئلة نادراً ما توجه مناهجنا، إلا أنه يمكن تغيير هذا. ولقد عَملت مع الكثير من المعلمين الذين كانوا يبدون اهتماماً بوضع دورات أو وحدات تتعلق بما نشير إليه في تحالف المدارس الأساسية (Coalition of Essential Schools ) بالأسئلة الأخلاقية الأساسية أو الافتراضات المثيرة (لمزيد من المعلومات عن تلك المصطلحات انظر أونسكو وسوينسن، 1996). فهذه الدورات لا تتطلب موازنة بين جوهر المادة واهتمامات الطالب. فالطلاب يسعون وراء المحتوى في سياق الأسئلة التي تهمهم.